انتهى الجزء الثالث من المسلسل الرمضاني "للموت"، وترك بصمة شكلت علامة فارقة في الإنتاج الدرامي اللبناني العربي.
لم يكن من السهل على الإطلاق إنتاج موسم ثالث من هذا العمل، من دون الخشية من الوقوع في فخ الرتابة والتكرار والحشو، لكن الكاتبة نادين جابر، وبحنكتها ومخيلتها الرهيبة، جعلت من الموسم الثالث تتويجاً وبجدارة للموسمين السابقين، بدرجات نجاح، لا بل إمتياز.
وفي الحديث عن هذا التتويج، من الضروري الإضاءة إو بالأحرى إستشراق الضوء، من نجمة شعت طيلة المواسم الثلاثة، وأضاءت ليالي رمضان بحضورها الآسر والمثير للجدل.
إنها ماغي بو غصن أو "سحور"، الممثلة الموهوبة المتمكنة من أدواتها الحاضرة بقوة كبيرة، إمرأة التناقضات، الثائرة المتمردة، الحذقة والمكايدة، المناورة والطيبة... كلها مواصفات إجتمعت في دور "سحر"، الذي سيبقى دور العمر، والذي سيخلد في المكتبة الدرامية العربية، وسيتذكره الجمهور العربي في كل مرة يذكر فيها مسلسل "للموت".
وهنا لسنا في وارد تقييم أدائها، الذي بات خارج النقد الصحافي، لكن كلمة حق تقال عن تقمصها للدور، ونقصد نبرة الصوت، ولغة الجسد، والنظرات التي كانت كفيلة وحدها بتجسيد مشهد كامل متكامل، مهما بلغت صعوبته. وهنا أيضاً لا بد من الإشادة بالطاقة الإيجابية التي تبثها ماغي خلال التصوير، والتي تنعكس ذبذبات يتلقفها كل من يتواجد حولها، وخصوصاً الممثلين. وهذا بحد ذاته عامل قوة للممثل، الذي يتحول إلى مؤثر، ليس فقط في الجمهور، إنما أيضاً في الممثل الذي يواجهه في المشهد ذاته.
هذا الوهج الذي بلغ ذروته في الموسم الثالث من "للموت"، يدفعنا بعد ثلاثين حلقة، إلى تتويج ماغي بو غصن نجمة عربية، أثبتت وكما في كل مرة، أنها الرقم الصعب في الأعمال الدرامية الرمضانية التي ينتظرها الملايين سنوياً في العالم العربي والعالم. وهنا لا بد من التنويه والإشادة بالتفاعل الكبير الذي حققته ماغي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي شكل بدوره حدثاً قل نظيره، ففي كل مرة كانت تحمل فيديو أو تدون تغريدة، سرعان ما تتصدر قائمة التويتر، وهذا نجاح إضافي.
اليوم هو يوم ماغي بو غصن، هو وقت التنعم بثمر والإجتهاد والصبر والإتقان، هو يوم النجاح الذي لا يضاهى، لممثلة لبنانية عربية باتت مضرب مثل في الأداء والحضور والتمثيل.
حقيقة ثابتة ننهي بها مقالنا، لفخامة التمثيل إسم، هو ماغي بو غصن.